قراءة سورة القارعة مكتوبة كاملة بالتشكيل

مقدمة

تُعد سورة القارعة من السور البارزة في القرآن الكريم، حيث تحمل في رسالتها عبرًا عظيمة وتحذيرات رهيبة للبشرية. تتسم هذه السورة بالبديع والتأثير، حيث تفتح أمام المؤمن فضاءً للتأمل والتفكير في أمور الحياة والدين.

سورة القارعة

سورة القارعةالبداية الرهيبة

بالطبع، دعنا نتناول المزيد من التفاصيل باللغة العربية حول بداية سورة القارعة:

تبدأ سورة القارعة بالآيات التالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
الْقَارِعَةُ ﴿١﴾
مَا الْقَارِعَةُ ﴿٢﴾
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ﴿٣﴾

تُفتتح السورة بذكر اسم الله، الذي يشير إلى رحمته وعطفه على خلقه. ثم تأتي الكلمة “القارعة”، وهي الكلمة التي تُشير إلى الحادثة العظيمة والهول الذي يرافقها. تطرح الآية الأولى سؤالًا، وهو “ما القارعة؟”، الذي يبرز التساؤل والاستغراب حول طبيعة هذه الحادثة المروعة.

تتابع السورة بوصف للحالة التي ينتج عنها القارعة:

يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴿٤﴾
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ﴿٥﴾

توضح هذه الآيات المشهد المروع في يوم القيامة، حيث يصبح الناس كالفراش المبثوث، متناثرين ومشوهين في ذلك اليوم المروع. حتى الجبال، التي كانت ترمز إلى الثبات والعظمة، ستصبح كالعهن المنفوش، مفتتة ومتناثرة.

بشكل عام، تسعى بداية سورة القارعة إلى بث الرهبة والهيبة في نفوس القراء، مشيرة إلى عظمة اليوم الذي يأتي، وضرورة التفكر في الأفعال والاستعداد للحساب النهائي أمام الله.

تفسير سورة القارعة

سورة القارعة تتحدث عن الواقعة الكبرى والتي هي يوم القيامة، حيث يصف الله تعالى فيها الأحداث العظيمة التي ستحدث في ذلك اليوم. بأسلوبها البليغ، توضح السورة أن الناس سيُفصلون إلى فرقتين، فريقٌ يدخل الجنة بفضل إيمانهم وأعمالهم الصالحة، وآخر يدخل النار بسبب كفرهم ومعاصيهم. تدعو السورة إلى التفكر في هذه الحقائق وضرورة الاستعداد لهذا اليوم العظيم من خلال الإيمان والعمل الصالح، مما يجعل تفسيرها يعزز القوة الروحية والإيمانية للمؤمنين ويوجههم نحو الطريق الصحيح في حياتهم.

وقوع الأحداث

تتابع سورة القارعة بوصف مفصل لأحداث يوم القيامة، حيث يظهر الناس “كالفراش المبثوث”. هذا المثال يشير إلى الهوان والضعف الذي ينتاب البشر في تلك اللحظة الفاصلة، ويجسّد تلك اللحظة الفاصلة التي تحدث فيها الأحداث الرهيبة التي وصفت في سورة الحاقة. إنه تصوير بديع يدعونا للتأمل في عظمة الله وقدرته على إعادة الخلق.

أثر الأعمال

تتحدث سورة القارعة في القرآن الكريم عن الوقوع المؤكد ليوم القيامة وبداية الحساب النهائي للأعمال. فهي تلقي الضوء على العواقب الحاسمة التي ستواجه كل إنسان بناءً على أعماله في الدنيا. السورة تبث الخوف والتذكير بأهمية الاستعداد ليوم الدين، مشيرة إلى أن الناس سيكونون في حالتين، إما راضين مطمئنين بأعمالهم الصالحة وبالثواب الذي ينتظرهم، أو مشقين مفزعين بسبب سوء أعمالهم والعقاب الذي يترتب عليها. تجعل السورة القارعة الفاصل بين الناجحين والفاشلين في الآخرة، مشددة على أهمية العمل الصالح واتباع الهدى وترك الضلالات.

سورة القارعة للأطفال

سورة القارعة، برغم قصرها، تتضمن مفاهيم عميقة ومهمة يمكن توجيهها بشكل ملائم لفهم الأطفال. بالنظر إلى تفاوت مستوى الفهم والانتباه بين الأطفال، يمكن تقديم السورة بأسلوب ملائم لكل فئة عمرية، مع استخدام الصور الملونة والرسوم التوضيحية لجذب انتباههم. كما يمكن تضمين القصص البسيطة والأمثلة الواقعية التي توضح معاني السورة بطريقة تشد اهتمامهم وتعزز فهمهم. استخدام الألعاب التعليمية والأنشطة التفاعلية يمكن أن يعزز من مشاركتهم وفهمهم للمفاهيم الدينية بشكل أكبر، وبالتالي يمكن أن تكون تجربة مثمرة وممتعة لهم.

التأكيد على مصير الإنسان

تختم السورة بالتأكيد على أن مصير الإنسان يرتبط بأعماله، وبالتالي يدعونا للتأمل في أفعالنا وتوجيهها نحو الخير. إنها تلخص بجلاء أهمية الإيمان والأعمال الصالحة في بناء حياة راضية في الدنيا والآخرة.ليس لنا إلا أن نرفع أسماء الله الطاهرة ونقدسها لنتقرب بها في أعمالنا.

الختام

في النهاية، تبرز سورة القارعة كمصدر للتأمل والهداية، فهي تدعونا إلى التأمل العميق في تصرفاتنا وتحفيزنا على السعي لتحقيق التقوى والخير. تذكرنا السورة بأن يوم القيامة ليس مجرد خيال، بل هو حقيقة لا مفر منها، حيث ستكون أعمالنا المبنية على الخير والإيمان مفتاح سعادتنا ونجاتنا في الدنيا والآخرة. لذا، لنستثمر جهودنا في بناء حياة مبنية على العدل والإحسان، مدركين أن الله يراقب أفعالنا وسيحاسبنا عليها في يوم الحساب العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *